الدنمارك بالعربي -أخبار السويد : افتتح الطفل أوليفر الذي يبلغ من العمر 11 عامًا، مغسلة دراجات خاصة به في Kålltorp في مدينة يوتيبوري، في ممر مرآب منزله.
وتمكن من خلال شركته التي تقدم خدمات غسيل وتزييت الدراجات فضلًا عن نفخ إطاراتها، من كسب أموال كافية لشراء قارب قابل للنفخ. ويقول الطفل أوليفر، “أريد أن أبدأ شركتي الخاصة في المستقبل.”
يجلس أوليفر بلاترود البالغ من العمر 11 عامًا في ممر مرآب منزله في درجة حرارة الصيف التي وصلت إلى 26 درجة مئوية، ليغسل الدراجات الهوائية مستعينًا بفرشاة أطباق واسفنجة وخرطوم حديقة منزله، بدلاً من الاستمتاع بصيف هادئ، لاعتقاده بأن الوقت قد حان لأول وظيفة صيفية.
يقول أوليفر، “أردت أن أفعل شيئًا أحبه في الصيف وأكسب بعض المال في الوقت ذاته. ثم خطرت لي الفكرة في منتصف الصيف وبدأت أفكر في الأمر وأستعد له.”
ويفتح أوليفر مغسلته يومين في الأسبوع، اعتمادًا على الأيام التي تكون فيها أسرته في المنزل. ويعلن عن ساعات العمل في مجموعة أنشأها على الفيسبوك، وحتى الآن يحظى التزامه بتقدير كبير من الجيران والمعارف.
أرباح بنحو 2000 كرونة سويدية
وضع أوليفر بجوار منزله لافتة بأسعار الخدمات المتاحة؛ 20 كرونة لغسيل الدراجة، 10 كرونات للمضخة، و10 كرونات للتزييت. ووضع في الشارع لافتة أخرى تخبر العملاء أن غسيل الدراجات مفتوح.
يعتقد الكثيرون إنها مبادرة رائعة، نالت إعجاب وتشجيع الكثيرين. ويخطط أوليفر للاستمرار في غسيل الدراجات في الصيف ثم الخريف وربما الصيف المقبل أيضًا.
إذ يقول، “ربحت حتى الآن نحو 2000 كرونة سويدية. وحققت هدفي المتمثل بشراء قارب قابل للنفخ.”
يقول مارتن بلاترود والد أوليفر “كان الاهتمام بريادة الأعمال دائمًا مع أوليفر. إذ سبق أن باع مجلات وأشياء تتعلق بعيد الميلاد لفريق كرة القدم، لكن هذه هي المرة الأولى التي يفكر بمشروع من هذا النوع. إنه متحمس للغاية ويضع أهدافًا لينجزها بنفسه.”
درس جيد
عندما تحدث أوليفر عن فكرته، لم يكن لوالديه أي مانع. فالمهم بالنسبة لهما أن يفعل شيئًا يعتقد أنه ممتع حقًا. ويقول والده، “إنه وقت الإجازة الصيفية، وإن كان يعتقد انه مشروع ممتع فنحن ندعمه مئة بالمئة.
فنحن نعتقد أنه درس جيد، إذ لا يتعلق الأمر بالمال فحسب، بل بتوخي الحذر والالتزام ببدء مشروعه وإكماله. ثم إن اكتساب مهارة التواصل مع العملاء مهم للغاية.”
يقول أرتورو أركيس، الخبير الاقتصادي في سويدبانك، إن أولئك الذين تقل أعمارهم عن ثلاثة عشر عامًا لا يُسمح لهم بالعمل، لكن هناك استثناءات للمهام الخفيفة وغير الضارة. ومن الأمثلة على هذه المهام، البستنة وقطف الفاكهة والتوت.
ويضيف، “يندرج غسل الدراجات ضمن ما يمكن اعتباره عملاً سهلًا وغير ضار. إذ يحصل الأطفال الذين يعملون قليلاً خلال العطلة الصيفية على خبرة عملية، وهو أمر يستفيدون منه كثيرًا في وقت لاحق من حياتهم. كما أنهم يصبحون على دراية جيدة بقيمة المال.”
وطالما أن الطفل يأخذ زمام المبادرة في العمل ويعتقد أنه ممتع، فلا مشكلة في ذلك. ومن الشروط أيضًا ألا يكون العمل مرهقًا وأن يتم تحت إشراف الوالدين، عندها تصبح تجربة العمل ممتعة وتعليمية.
ويعتقد أرتورو أركيس أنه من المهم أن يتعلم الأطفال القواعد التي تنطبق عند جني مبالغ أكبر من المال، “من المهم أيضًا التحدث عن الأمور المالية في المنزل وعن تكلفة الأشياء، على سبيل المثال الطعام والملابس. ويمكنك التحدث أيضًا عن كيفية إعداد الميزانية ببساطة وبهجة.”
صعوبات العمل
ويقول أوليفرإنأصعب شيء في غسل الدراجات هو الوصول إلى الأماكن الضيقة. “إذا كانت الدراجة صغيرة فقد يستغرق الأمر عشرين دقيقة، ولكن إذا كانت دراجة عادية للبالغين فمن المحتمل أن تستغرق نصف ساعة.”
والسبب في اختيار أوليفر لغسيل الدراجات هو أنه ببساطة يحب ركوب الدراجة. فيقول، “أريد أن أبدأ شركتي الخاصة في المستقبل. فأنا أستمتع بمقابلة العملاء والتعرف على الكثير من الأشخاص الجدد.”